بسم الله الرحمن الرحيم
اسد الله وسيد الشهداء حمزة بن عبد
المطلب
السلام عليكم هذا الموضوع منقول من حكاوي
لكاتبهmohamed samir
من هو حمزة بن عبد
المطلب
حمزة بن عبد المطلب (أبو عمارة)، عم النبي -صلى الله عليه وسلم-وأخوه
من الرضاعة فهما من جيل واحد نشأ معا، ولعبا معا، وتآخيا معا كان يتمتع بقوة الجسم،
وبرجاحة العقل، وقوة الإرادة، فأخذ يفسح لنفسه بين زعماء مكةوسادات قريش، وعندما
بدأت الدعوة لدين الله كان يبهره ثبات ابن أخيه، وتفانيه
في سبيل إيمانه ودعوته،
فطوى صدره على أمر ظهر في اليوم الموعود... يوم إسلامه.
اسلام
حمزة
كان حمزة -رضي الله عنه- عائدا من القنص متوشحا قوسه، وكان
صاحب قنص يرميه ويخرج اليه وكان اذا عاد لم يمر على ناد من قريش
إلا وقف وسلم
وتحدث معه، فلما مر بالمولاة قالت له: (يا أبا عمارة، لو رأيت ما لقي
ابن أخيك
محمد آنفا من أبي الحكم بن هشام، وجده ههنا جالسا فآذاه وسبه، وبلغ منه ما
يكره، ثم انصرف عنه ولم يكلمه محمد -صلى الله عليه وسلم-).
فاحتمل حمزة
الغضب
لما أراد الله به من كرامته، فخرج يسعى ولم يقف على أحد، معدا لأبي جهل اذا
لقيه أن يوقع به، فلما وصل الى الكعبة وجده جالسا بين القوم، فأقبل نحوه وضربه
بالقوس فشج رأسه ثم قال له: (أتشتم محمدا وأنا على دينه أقول ما يقول؟... فرد
ذلك
علي ان استطعت).
وتم
حمزة -رضي الله عنه- على اسلامه وعلى ما تابع عليه رسول الله -صلى
الله عليه
وسلم-، فلما أسلم حمزة عرفت قريش أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد
عز
وامتنع، وان حمزة سيمنعه، فكفوا عن بعض ما كانوا ينالون منه، وذلك في السنة
السادسة من النبوة
لقد كان
لحمزة مواقف
تسطر بماء الذهب ، بل سطرها التاريخ بأحرف من نور وحضنها بين دفتيه
يخبر بها
أجيال المستقبل ؛ لكي يستفيد و من تلك المواقف الغابرة الماضية ، لقد سطر
التاريخ سيرة أفضل جيل شهدته البشرية ، فوالله لو حلفنا بين الركن والمقام
لحلفنا :
انه لم تعرف البشرية جيلاُ مثل جيل الصحابة ، نبلا وعدلا ، وعزة
،وتضحية ، وإيمانا
، وصدقا . فرضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين .
استشهاد
حمزة
(اخرج معالناس، وان أنت
قتلت حمزة فأنت عتيق) هكذا وعدت قريش عبدها الحبشي (وحشي غلام جبير بن مطعم)، لتظفر
برأس حمزة مهما كان الثمن، الحرية والمال والذهب الوفير،
فسال لعاب الوحشي، وأصبحت
المعركة كلها حمزة -رضي الله عنه-، وجاءت غزوة أحد،
والتقى الجيشان، وراح حمزة -رضي
الله عنه- لا يريد رأسا إلا قطعه بسيفه، وأخذ
يضرب اليمين والشمال و(الوحشي)
يراقبه.
يقول
الوحشي: (...وهززت حربتي حتى إذا رضيت منها
دفعتها عليه، فوقعت في ثنته [ما بين
أسفل البطن إلى العانة] حتى خرجت من بين
رجليه، فأقبل نحوي فغلب فوقع، فأمهلته حتى
إذا مات جئت فأخذت حربتي، ثم تنحيت
إلى العسكر، ولم تكن لي بشيء حاجة غيره، وإنما
قتلته لأعتق...).
وقد أسلم (الوحشي) لاحقا فهو
يقول: (خرجت حتى قدمت على رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- المدينة، فلم يرعه
إلا بي قائما على رأسه أتشهد بشهادة الحق،
فلما رآني قال: (وحشي)... قلت: (نعم
يا رسول الله)... قال: (اقعد فحدثني كيف قتلت
حمزة؟)... فلما فرغت من حديثي
قال: (ويحك غيب عني وجهك فلا أرينك!)... فكنت أتنكب
عن رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- حيث كان، لئلا يراني حتى قبضه الله -صلى الله
عليه وسلم-)0
واستشهاد سيد الشهداء -رضي
الله عنه- لم يرض الكافرين وإنما وقعت هند
بنت عتبة والنسوة اللاتي معها، يمثلن
بالقتلى من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه
وسلم-، يجدعن الآذان والأنف، حتى
اتخذت هند من آذان الرجال وانفهم خدما (خلخال)
وقلائد، وأعطت خدمها وقلائدها
وقرطتها وحشيا... وبقرت عن كبد حمزة، فلاكتها فلم
تستطع أن تسيغها، فلفظتها.
حزن الرسول صاى الله
عليه وسلم على اسد
الله
وخرج
الرسول
-صلى الله عليه وسلم- يلتمس حمزة بن عبد المطلب، فوجده ببطن الوادي قد بقر
بطنه
عن كبده ومثل به، فجدع أنفه وأذناه، فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- حين رأى
ما رأى: (لولا أن تحزن صفية ويكون سنة من بعدي لتركته حتى يكون في بطون السباع
وحواصل الطير، ولئن أظهرني الله على قريش في موطن من المواطن لأمثلن بثلاثين
رجلا
منهم !).
فلما رأى المسلمون حزن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وغيظه
على من
فعل بعمه ما فعل قالوا: (والله لئن أظفرنا الله بهم يوما من الدهر
لنمثلن بهم مثلة
لم يمثلها أحد من العرب).
فنزل قوله تعالى: (وان عاقبتم
فعاقبوا بمثل ما عوقبتم
به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين، واصبر وما صبرك الا
بالله، ولا تحزن عليهم ولا تك
في ضيق مما يمكرون).
فعفا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونهى عن المثلة، وأمر بحمزة
فسجي ببردة، ثم صلى عليه فكبر سبع تكبيرات، ثم أتى بالقتلى فيوضعون الى حمزة،
فصلى
عليهم وعليه معهم، حتى صلى عليه اثنتين وسبعين صلاة... وكان ذلك يوم
السبت، للنصف
من شوال، سنه (3) ل