بسم الله الرحمن الرحيم
ثاني
اثنين اذ هما في الغار ، اذ
يقول لصاحبه *)
(* لا تحزن ان الله معنا
قرآن كريم
هو عبد الله بن
أبي قحافة، من قبيلة قريش، ولد بعد
الرسول -صلى الله عليه وسلم- بثلاث
سنيـن ، أمه أم الخير سلمى بنت صخر التيمية
بنت عم أبيه ، كان يعمل
بالتجارة ومـن
أغنياء مكـة المعروفين ، وكان أنسب قريشاً
لقريش وأعلم قريـش بها
وبما كان فيها من
خير وشـر وكان ذا خلق ومعروف
يأتونه الرجال ويألفونـه اعتنـق
الاسلام دون تردد فهو
أول من أسلم من الرجال الأحرار ثم أخذ يدعو لدين اللـه فاستجاب
له
عدد من قريش من
بينهم عثمـان بن عفـان ، والزبيـر بن العـوام ، وعبدالرحمـن بن
عـوف ، والأرقـم
ابن أبي الأرقـم000
إسلامه
لقي
أبو بكر -رضي الله عنه- رسول
الله -صلى الله عليه و سلم- فقال أحقّ ما تقول قريش يا
محمد من تركِكَ آلهتنا ،
وتسفيهك عقولنا وتكفيرك آباءَنا ؟!)000فقال الرسول -صلى
الله عليه وسلم- إني
رسول الله يا أبا بكر ، ونبّيه بعثني لأبلغ رسالته ، وأدعوك
الى الله بالحق ،
فوالله إنه للحق أدعوك الى الله يا أبا بكر ، وحده لا شريك له ،
ولا نعبد غيره
، و الموالاة على طاعته أهل طاعته )000وقرأ عليه القرآن فلم ينكر ،
فأسلم وكفر
بالأصنام وخلع الأنداد ، و أقرّ بحقّ الإسلام ورجع أبو بكر وهو مؤمن
مُصَدّق000يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلا كانت
له
عنه كَبْوَة وتردد ونظر إلا أبا بكر ما عَتّم عنه حين ذكرته له وما تردد فيه
)000
أول خطيب عندما بلغ عدد المسلمين تسعة وثلاثين
رجلاً ، ألح
أبو بكر على الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الظهور فقال الرسول يا
أبا بكر إنّا
قليل )000فلم يزل يلح حتى ظهر الرسول -صلى الله عليه وسلم- وتفرّق
المسلمون في
نواحي المسجد ، وكل رجل معه ، وقام أبو بكر خطيباً ورسول الله جالس
، وكان أول خطيب
دعا الى الله عزّ وجل والى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-000
وثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين ، فضربوهم ضربا شديدا
،
ووُطىءَ أبو بكر ودنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة ، فجعل يضربه بنعلين مخصوفين ،
وأثّر على وجه أبي بكر حتى لا يعرف أنفه من وجهه ، وجاء بنو تيم تتعادى ،
فأجلوا
المشركين عن أبي بكر ، وحملوا أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه ولا يشكون في
موته ،
ورجعوا بيوتهم و قالوا والله لئن مات أبو بكـر لنقتلـن عُتبة )000ورجعوا
الى أبي
بكر وأخذوا يكلمونـه حتى أجابهم فتكلم آخر النهار فقال ما فعـل رسول
الله -صلى الله
عليه وسلم- ؟)000فنالوه بألسنتهم وقاموا000
أم الخير
ولمّا خلت أم الخير ( والـدة أبي بكر
) به جعـل يقول ما فعل
رسول الله -صلـى اللـه عليه وسلم-؟)000قالت والله ما لي
علم بصاحبك )000قال فاذهبي
الى أم جميل بنت الخطاب فاسأليها عنه )000فخرجت حتى
جاءت أم جميل ، فقالت إن أبا
بكر يسألك عن محمد بن عبد الله ؟)000قالت ما أعرف
أبا بكر ولا محمد بن عبد الله وإن
تحبي أن أمضي معك الى ابنك فعلت ؟)000قالت
نعم )000فمضت معها حتى وجدت أبا بكر
صريعا ، فدنت أم جميل وأعلنت بالصياح وقالت
إنّ قوما نالوا منك هذا لأهل فسق ؟!
وإنّي لأرجو أن ينتقـم اللـه لك )000
قال
فما فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟)000 قالت هذه أمك
تسمع ؟)000قال فلا عين
عليك منها )000قالت سالم صالح )000قال فأين هو ؟)000قالت
في دار الأرقم )000قال فإن
لله عليّ ألِيّة ألا أذوق طعاما أو شرابا أو آتي
رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
)000فأمهَلَتا حتى إذا هدأت الرِّجْل وسكن
الناس خرجتا به يتكىء عليهما حتى دخل على
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فانكب
عليه يقبله وانكبّ عليه المسلمون ورقّ رسول
الله فقال أبو بكر بأبي أنت وأمي
ليس بي إلاّ ما نال الفاسق من وجهي ، وهذه أمي
بَرّة بوالديها ، وأنت مبارك
فادعها الى الله ، وادع الله لها عسى أن يستنقذها بك
من النار )000فدعا لها
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم دعاها الى الله عزّ وجل ،
فأسلمت فأقاموا مع
رسول الله في الدار شهراً ، وكان حمزة يوم ضُرِب أبو بكر قد
أسلم000
جهاده بماله
أنفق أبوبكر معظم ماله في شراء من
أسلم من العبيد
ليحررهم من العبودية ويخلصهم من العذاب الذي كان يلحقه بهم
ساداتهم من مشركي قريش ،
فأعتق بلال بن رباح وستة آخرين من بينهم عامر بن فهيرة
وأم عبيس
فنزل فيه
قوله تعالى :"( وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله
يتزكى ")000
منزلته
من
الرسول كان -رضي الله عنه- من أقرب الناس
الى قلب رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- وأعظمهم منزلة عنده حتى قال فيه ان من
أمَنِّ الناس علي في صحبته وماله
أبوبكر ، ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت
أبا بكر خليلا ، ولكن أخوة الاسلام
ومودته ، لا يبقين في المسجد باب إلا سُدّ
إلا باب أبي بكر )000
كما أخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأن أبا بكر أرحم الأمة
للأمة ، وأنه أول من يدخل معه الجنة فقد قال له الرسول -صلى الله عليه وسلم-
أما
إنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي )000وأنه صاحبه على الحوض فقد
قال له
الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنت صاحبي على الحوض ، وصاحبي في الغار
)000
كما أن أبو بكر الصديق هو والد أم المؤمنين عائشة لذا كان عظيـم
الإفتخـار بقرابته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومصاهرته له وفي ذلك يقول
والذي نفسي بيـده لقرابة رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- أحبُّ إليّ من أن أصل
قرابتي )000
الإسراء
والمعراج وحينما أسري برسول الله -صلى الله
عليه وسلم- من
مكة الى بيت المقدس ذهب الناس الى أبي بكر فقالوا له هل لك يا
أبا بكر في صاحبك ،
يزعم أنه قد جاء هذه الليلة بيت المقدس وصلى فيه ورجع الى
مكة !)000فقال لهم أبو
بكر إنكم تكذبون عليه )000فقالوا بلى ، ها هو ذاك في
المسجد يحدث به الناس ) فقال
أبو بكر والله لئن كان قاله لقد صدق ، فما يعجّبكم
من ذلك ! فوالله إنه ليخبرني أن
الخبر ليأتيه من الله من السماء الى الأرض في
ساعة من ليل أو نهار فأصدقه ! فهذا
أبعد مما تعجبون منه )000
ثم
أقبل حتى انتهى الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال يا نبي
الله ، أحدثت هؤلاء
القوم أنك جئت بيت المقدس هذه الليلة ؟)000قال نعم )000قال
يا نبي الله فاصفه لي ،
فإني قد جئته )000فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
فرفع لي حتى نظرت
إليه)000فجعل الرسول الكريم يصفه لأبي بكر ويقول أبو بكر صدقت
، أشهد أنك رسول الله
)000حتى إذا انتهى قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأبي
بكر وأنت يا أبا بكر
الصديق )000فيومئذ سماه الصديق000
الصحبة
ولقد سجل له القرآن الكريم شرف
الصحبة مع رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- أثناء الهجرة الى المدينةالمنورة
فقال تعالى :"( ثاني
اثنين
اذ هما في الغار ، اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا )"000
كان
أبو بكر
رجلا ذا مال ، فاستأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-في الهجرة فقال له
الرسول
لا تعْجل لعل الله يجعل لك صاحباً )000فطمع بأن يكون رسول الله -صلى الله
عليه
وسلم- إنما يعني نفسه حين قال له ذلك ، فابتاع راحلتين فاحتبسهما في داره
يعلفهما إعدادا لذلك ، وفي يوم الهجرة ، أتى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بيت
أبي
بكر بالهاجرة في ساعة كان لا يأتي فيها ، فلما رآه أبو بكر قال ما جاء رسول
الله
-صلى الله عليه وسلم-هذه الساعة إلا لأمر حدث )000
فلما
دخل تأخر له أبو بكر عن سريره ، فجلس رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- وليس عند أبي
بكر إلا أسماء وعائشة ، فقال الرسول أخرج عني من عندك
)000فقال أبو بكر يا رسول
الله ، إنما هما ابنتاي ، وما ذاك ؟ فداك أبي وأمي
!)000فقال إن الله قد أذن لي في
الخروج والهجرة )000فقال أبو بكر الصُّحبة يا
رسول الله ؟)000قال الصُّحبة )000تقول
السيدة عائشة فوالله ما شعرت قط قبل ذلك
اليوم أن أحدا يبكي من الفرح حتى رأيت أبا
بكر يبكي يومئذ )000ثم قال أبو بكر
يا نبيّ الله إن هاتين راحلتان قد كنت أعددتهما
لهذا )000فاستأجرا عبد الله بن
أرْقَط ، وكان مشركاً يدلهما على الطريق ، فدفعا
إليه راحلتيهما ، فكانت عنده
يرعاهما لميعادهما000
أبواب الجنـة
عن
أبا هريرة قال : سمعت
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول من أنفق زوجين
من شيء من الأشياء في
سبيل الله دعي من أبواب -يعني الجنة- يا عبد الله هذا خير ،
فمن كان من أهل
الصلاة دعي من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الجهاد ، دعي من باب
الجهاد ، ومن
كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ، ومن كان من أهل الصيام دعي من
باب
الصيام وباب الريان )000فقال أبو بكر ما على هذا الذي يدعى من تلك الأبواب
من ضرورة )000وقال هل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله )000قال نعم ، وأرجو أن
تكون
منهم يا أبا بكر )000
مناقبه وكراماته
مناقب أبو بكر -رضي الله عنه-
كثيرة ومتعددة فمن مناقبه السبق الى أنواع الخيرات والعبادات حتى قال عمر بن
الخطاب
ما سبقت أبا بكر الى خير إلاّ سبقني )000وكان أبو بكر الصديق يفهم
إشارات الرسول
-صلى الله عليه وسلم- التي تخفى على غيره كحديث أن عبداً خيره
الله بين الدنيا وبين
ما عنده ، فاختار ما عنده ) ، ففهم أنه عليه الصلاة
والسلام ينعي نفسه ، ومن ذلك
أيضا فتواه في حضرة الرسول -صلى الله عليه وسلم-
وإقراره على ذلك000
وهو أول خليفة في الإسلام ، وأول من جمع المصحـف الشريـف ، وأول
من
أقام للناس حجّهـم في حياة رسـول اللـه -صلى اللـه عليـه وسلم- وبعده000وكان في
الجاهلية قد حرم على نفسه شرب الخمر ، وفي الإسلام امتنع عن قول الشعر000كما
أنه
-رضي الله عنه- لم يفته أي مشهد مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-000وقد قال
له
الرسول -صلى اللـه عليه وسلم- أنت عتيق الله من النار ) ، فسمّي عتيقاً000
وقد
بلغ بلال بن رباح أن ناساً يفضلونه على أبي بكر فقال كيف
تفضِّلوني عليه ، وإنما
أنا حسنة من حسناته !!)000
عن أبي
الدرداء -رضي الله عنه- قال : كنت جالسا عند النبي -صلى
الله عليه وسلم- إذ
أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته ،
فقال النبي -صلى الله عليه
وسلم- أما صاحبكم فقد غامر )000فسلم وقال
إني كان بيني وبين ابن الخطاب
شيء ، فأسرعت إليه ثم ندمت ، فسألته أن يغفر
لي ، فأبى علي فأقبلت إليك )000فقال
يغفر الله لك يا أبا بكر )000ثلاثا ، ثم
إن عمر ندم ، فأتى منزل أبي بكر ،
فسأل أثم أبو بكر )000 فقالوا لا
)000فأتى إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-
فسلم ، فجعل وجه النبي -صلى
الله عليه وسلم- يتمعر ، حتى أشفق أبو بكر ،
فجثا على ركبتيه فقال يا
رسول الله ، والله أنا كنت أظلم مرتين )000فقال النبي
-صلى الله عليه وسلم-
إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت ، وقال أبو بكر صدق ،
وواساني بنفسه وماله
، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي )000مرتين فما أوذي بعدها000
خلافته وفي أثناء مرض الرسول -صلى الله عليه
وسلم- أمره
أن يصلي بالمسلمين ، وبعد وفاة الرسول الكريم بويع أبوبكر بالخلافة
في سقيفة بني
ساعدة ، وكان زاهدا فيها ولم يسع اليها ، اذ دخل عليه ذات يوم عمر
بن الخطاب -رضي
الله عنه- فوجده يبكي ، فساله عن ذلك فقال له يا عمر لا حاجة لي
في امارتكم !!)000
فرد عليه عمر أين المفر ؟ والله لا نقيلك ولا نستقيلك) 0000
جيش أسامة
وجَّه رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- أسامة بن
زيد في سبعمائة الى الشام ، فلمّا نزل بـذي خُشُـب -واد على
مسيرة ليلة من المدينة-
قُبِض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وارتدّت العرب
حول المدينة ، فاجتمع إليه
أصحاب رسول الله فقالوا يا أبا بكر رُدَّ هؤلاء ،
تُوجِّه هؤلاء الى الروم وقد
ارتدت العرب حول المدينة ؟!)000فقال والذي لا إله
إلا هو لو جرّت الكلاب بأرجل
أزواج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما رَدَدْت
جيشاً وجَّهه رسول الله ولا حللت
عقدَهُ رسول الله )000فوجّه أسامة فجعل لا يمر
بقبيل يريدون الارتداد إلا قالوا
لولا أن لهؤلاء قوّة ما خرج مثل هؤلاء من
عندهم ، ولكن ندعهم حتى يلقوا الروم
)000فلقوا الروم فهزموهم وقتلوهم ورجعوا
سالمين فثبتوا على الإسلام000
حروب الردة
بعد وفـاة الرسـول -صلى الله عليه
وسلم- ارتدت
العرب ومنعت الزكاة ، واختلـف رأي الصحابة في قتالهم مع تكلمهم
بالتوحيـد ، قال عمر
بن الخطاب كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- أُمرتُ أن أقاتل
الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فإذا قالوها
عصموا منّي دماءَهم وأموالهم إلا
بحقها ، وحسابهم على الله )؟!)000فقال أبو بكر
الزكاة حقُّ المال )000وقال والله
لأقاتلن من فرّق الصلاة والزكاة ، والله لو
منعوني عَنَاقاً كانوا يُؤدّونها الى
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقاتلتهم
على منعها )000ونصب أبو بكر الصديق وجهه
وقام وحده حاسراً مشمِّراً حتى رجع
الكل الى رأيه ، ولم يمت حتى استقام الدين ،
وانتهى أمر المرتدين000
جيوش العراق والشام
ولمّا فرغ أبو بكر -رضي الله
عنه- من قتال المرتدين بعث أبا عبيدة الى الشام وخالد بن الوليد الى العراق ،
وكان
لا يعتمد في حروب الفتوحات على أحد ممن ارتدَّ من العرب ، فلم يدخل في
الفتوح إلا
من كان ثابتا على الإسلام000
استخلاف عمر
لمّا أراد أبو بكر أن يستخلف
عمر
بن الخطاب بعث إليه وقال إني أدعوك إلى أمر متعب لمن وليه ،فاتق الله يا عمر
بطاعته ، وأطعه بتقواه ، فإن المتقي آمن محفوظ ، ثم إن الأمر معروض لا يستوجبه
إلا
من عمل به ، فمن أمر بالحق وعمل بالباطل ، وأمر بالمعروف وعمل بالمنكر يوشك
أن
تنقطع أمنيتُهُ ، وأن يحبط عمله ، فإن أنت وليت عليهم أمرهم فإن استطعت أن
تخفّ يدك
من دمائهم ، وأن تصم بطنك من أموالهم ، وأن يخف لسانك عن أعراضهم ،
فافعل ولا حول
ولا قوة إلا بالله )000
وفاته ولد أبو بكر في مكة عام ( 51
قبل
الهجرة ) ومات بالمدينة بعد الرسول -صلى الله عليه وسلم- بسنتين وثلاثة أشهر
وبضع ليال سنة ( 13 هـ )000ولمّا كان اليوم الذي قُبض فيه أبو بكر رجّت المدينة
بالبكاء ، ودهش الناس كيوم قُبض الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، وجاء علي بن أبي
طالب باكيا مسرعا وهو يقول اليوم انقطعت خلافة النبوة)000حتى وقف على البيت
الذي
فيه أبو بكر مسجّىً فقال رحمك الله يا أبا بكر ، كنت أول القوم إسلاما ،
وأكملهم
إيمانا ، وأخوفهم لله ، وأشدهم يقينا ، وأعظمهم عناءً ، وأحوطهم على
رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- ، وأحدبهم على الإسلام ، وآمنهم على أصحابه ،
وأحسنهم صُحْبة ،
وأفضلهم مناقب ، وأكثرهم سوابق ، وأرفعهم درجة ، وأشبههم
برسول الله -صلى الله عليه
وسلم- به هدياً وخُلُقاً وسمتاً وفعلاً000