عاشق نائب المدير العام
الهوايه : المهنه : تاريخ التسجيل : 09/02/2011
| موضوع: فـارس الاحــلام..! الجمعة فبراير 18, 2011 3:24 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله
إخواني الأعزاء...
الخيال شيء جميل؛ لكن أن تكون حياتنا كلها خيال وأحلام فهذا مستحيل!!! ومن أجمل ما قرأت مؤخرًا حول هذه الفكرة قصة قصيرة.. تعبر عن واقع الفتاة في أيامنا هذه ونظرتها الفلسفية لفتى أحلامها.. فهي لا تحاول أن تتعايش مع الواقع... وأرجو أن لا أطيل في المقدمة وأترككم الآن مع هذه القصة التي بعنوان (فارس الأحلام)
مضى اليوم مثل كل يوم.... نفس الشمس... ونفس القمر.... نفس الحجرة.... نفس الوسادة ... نفس العيون الشاردة.....ونفس الفتاة انتهت سعاد من قراءة آخر محاضرة...وأسرعت تقفز في سعادة إلى فراشها الدافئ....فشتاء هذا العام شديد القسوة... وقد نام الجميع وبقيت هي تستذكر دروسها لساعات. وكم من ساعات أخرى أمضتها وهى في سهاد تنتظر النوم الذي يأبى أن يأتي الآن... فقد أحب النوم أن ينتهي من رسم ملامح تلك الأيام أولاً... وقبل أن تعيشها بالفعل...وهاهو قد انتهى من تلوينها بفرشاة الخيال الماهرة....والآن تستطيع أن تنام. كانت تحب اللعب وهى صغيرة...وتحلم بها.. عروسة ... طائرة ... حصان .. أما الآن فهي تحلم بفارس....فارس ليس كأي فارس.... إنه فارس الأحلام. بدلت أسماءه في أحلامها..... وبدلت ألوان شعر رأسه... وأشكال ملابسه؛ بل حاكت له من خيالها أساطير.... فمرة كانت أميرة واختطفها... ومرة كانت عصفورًا وكان يطير خلفها... ومرة كانت فقيرة.... وكان الغنى حبيبها... ومرة...ومرة...ومرة!! أحبت تلك الأرض... وتلك الديار...وصار لها هناك أهل.... فغابت وهي حاضرة عن أسرتها.. لم تترك ليلة إلا وقد أنهتها بحلم من بنات أفكارها التي لا تنتهي... ولم تترك لحظة هادئة وهي جالسة وحدها إلا وأسندت رأسها على كفها وتأملت سقف حجرتها وقد ظهرت صورة الفارس فوق رأسها....
ظلت تسبح في أحلام يقظتها.... ولم تنظر يومًا خلفها.... وتوغلت....وتوغلت...تحلم...وتحلم...فقط... أحلام وردية وأتى يوم مختلف.... طرق باب بيتها خاطب... إنه يطلب يدها للزواج قفزت ورقصت وغنت.... لابد أنه فارس الأحلام... تأنقت أمها....وتعطر أبوها.... وجلس الجميع يتأملون بعضهم في حياء... والكل يفحص حذاء الآخر في ذكاء خرجت الكلمات بحرص من تحت الألسنة... تحاول أن تستشف الطباع والنيات.. وانتهت بصوت خطواتها وهي تطرق باب الحجرة بثبات.. وأخيرًا خطت أول خطوة.... واقتربت منه وجلست... بعد أن سلمت على أمه بيد ترتجف من رهبة اللقاء. لم تجرؤ على قراءة صفحة وجهه.... فبدت غامضة لها... حتى وجه كلامه إليها.... فرنت إليه بحياء.... وتوقفت.... يا إلهي إنه مختلف... مختلف... ليس كفارس أحلامي هناك.... ظلت نظراتها تتجول في خارطة وجهه البسيطة.... وأيقظتها ابتسامته الهادئة وهو يوقظها من شرودها... فأحمر وجهها خجلاً... فهي لم تنتبه لكلامه... لقد سألها كيف حالك؟ وأعادها لتجيبه...وأخيرًا...أجابت.. ظل يتحدث معها... وهي لا تزال تقارنه بفارسها هناك...هنااااااااااااااااااااااك لم ترى حسناته الكثيرة... ولم تتجاوب معه في الحوار انتهت الجلسة وأغلق أبوها الباب وهرول الجميع إليها... ينتظر رأيها..... فالأمر رائع... ولابد أن تفرح سعاد!! تجمعت الوجوه أمامها وهي تجلس على الكرسي وحبس الجميع الأنفاس رفضت بشده.... وعادت لحجرتها.... ووسادتها.... وعاد الفارس من هناك !! وتكررت أيام وأيام.... وتأنقت أمها في كل مرة... وتعطر أبوها... وهي لا تزال ترفض.. وترفض... ومرت سنوات وسنوات!! مات فيها أبوها.... وودعتها أمها على فراش الموت... وسافر أخوها.... وتزوجت أختها... وأصبحت وحيدة في بيتها!! تجعدت جبهتها....وتغيرت خريطتها .... ولم تعد كما كانت.... استمعت إلى صوت عقرب الساعة وهو يتنقل بثبات وهدوء فوق قرص الساعة... ولا يتوقف أبدًا.. وتنهدت وقامت لمرآتها وتأملت نفسها... وفي تلك اللحظة ندمت.. على لحظات مرت.. لم تمسكها يومًا بيديها ولأنها لم تنتبه أنها تحلم وأن فارس الأحلام فقط صوره.. وتذكرت تلك العيوب التي كانت تراها في كل فارس ترجل على باب بيتهم قاصدًا يدها.. وتأملت كم من نعمة لفظتها دون قصد وهي تتعلل بملح الكبرياء الذي تذوقته من تلك العيوب... وأصبحت لا تعرف النوم أبدًا... حتى على وسادتها... فهي الآن عرفت متى يأتي النوم......إنه يأتي... في بيت سعيد على أرض الواقع يترجل كل يوم على بابه فارس ربما لا يشبه فارسها؛ لكنه بالفعل هو فارس الأحلام ! ! ! |
|
ملك الغرام
الهوايه : المهنه : تاريخ التسجيل : 12/12/2009
الموقع : منتدي ملك الغرام السوداني
| موضوع: رد: فـارس الاحــلام..! الجمعة فبراير 18, 2011 3:47 pm | |
| تسلم علي الطرح الرائع يا عاشق
تقبل مروري
|
|
قوت القلوب نائب المدير العام
الهوايه : المهنه : تاريخ التسجيل : 31/01/2011
| موضوع: رد: فـارس الاحــلام..! الجمعة فبراير 18, 2011 5:50 pm | |
| طرح اكثر من رااائع تسلم الايادى فى انتظار المزيد ودى [i] |
|